
كم مرّة تحدثت عن آلامك بضميرٍ غائب وكأنك لم تلتقيها ؟ كم مرّة رَويت أوجاعك على أنّها لشخصٍ آخر لا علاقة لك بها ؟ لا تفكّر كثيرًا فأنا لا أنتظر جوابًا تُسديه لي يحمل كمّاً هائلاً من الضعف ، إنني طرحتُ هذه التساؤلات لإنني أحمل جوابًا قيمًا يُخرجك من هذا التخبُط إلى الإتزان و يَجعل من آلامك التّي لطالما أرّقت عيناك نقطة بداية لا نهاية، ويجعل صمتك حديثًا ، وخوفك أماناً، وضجيجك هدوءً ، وضعفك قوّة ، وغضبك حكمة ، بعد كلّ ذلك هل مازلت تريد ما أحمله لك من جواب؟ أيضًا أقول لك لا تفكّر فمن لايريد هذا الجواب !
الجواب يا قارئي هو أنك تعلم أنه لايُمكن لأيامك أن تكون سعيدة دائمًا فلا بدّ من الآلام أن تأتيك مُحمّلةً كالغيوم تشتدّ لتهطُل ، فبقدر صبرك يخضرّ ألمك وماتهطُل الغيوم إلا جمالاً ، وتعلم أنه لا يُمكن لهذه البشرية أن تُزيح عنك ما أثقلك مالا تفعل ذلك انت وتلجأ إلى ربك ، وتعلم أنه لايُمكن لشيءٍ أن يدوم فأنت تعيش في أيام لها صفة التداول ، وتعلم يا قارئي أن كل ماهو لايُمكن يقابله ما يُمكن فالتزم به .