بواسطة : د . صالح الحمادي
12:20 م - 2020/11/16 - 454
لا يخلطني شك أبدا أن الخلافات بين قمم الجبال وسفوحها وصخورها وحصمها وذراتها متجذرة بجذور الحياة على كوكب الأرض ، وإن هذه الخلافات وهذا التوتر متناغم ومنسجم مع ذات العلاقات بين الشعوب والدول التي تحكمها المصالح وتشعلها النزوات الشيطانية على مر التاريخ .
حدثت خلافات عنيفة بين الجبال تشبه الحرب العالمية نتج عنها ضربة نووية صخرية صماء سوداء شقت الأرض شقا، وبست الجبال بسا، وتم توقيع اتفاقية صلح بين الجبال بجهود رائعة من المحيطات اسفرت عن شق البحر الأحمر كمنفذ حدودي بين تلك الكُتل الصخرية في القارتين وكادت البشرية وجميع المخلوقات بعد ذلك الصدام الشهير تدفع الثمن بالانتقال لكوكب أخر بالتهجير الجماعي لولا.
في الحرب العالمية الثانية بين قمم الجبال وكتلها الصخرية التي لا تبقي ولا تذرُ تغيرت ملامح الكرة الأرضية وكادت الجبال الراسيات تتخلى عن دورها الوتدي للأرض لكي لا تميد.
الأن ومع ملامح التوترات بين الشرق والغرب وخنفشارية الانتخابات الأمريكية ، تتجه توقعات ملحمة الياذة هيموروس والتبع اليماني وتربيعات دامس لترجمة التزامن بين الخلافات البشرية وخلافات الجبال الشاهقات ، فالبشرية تتجه لحرب عالمية ثالثة “نووية أو بيولوجية أو جائحة” وخلافات وتناحر الجبال قد تسفر عن تشققات جديدة وأنهار وبحار تغير ملامح الكرة الأرضية ومن النتائج المتوقعة تحول صحاري السعودية إلى مروجاً وأنهاراً وهذا كلام الذي لا ينطق عن الهوى؟
أشعر بعمق الخلافات بين الجبال الشاهقات وقد لمست ذلك بوجود رفاق الدرب ممن يأنس لهم القلب، ولا يشقى جليسهم في جولة سياحية لوادي لجب الذي يعتبر احدى عجائب الدنيا ككتلة صخرية منفصلة إلى شقين ، وتشعر أثناء المرور من خلال النفق بحدة الجدل بين الطرفين ، وكأن كل طرف يحاول الانقضاض على الأخر، ناهيك عن نتوءات الشقاق والنفاق التي تشعر بها فعلا على حافة سد وادي بيش، فالمحافرة والمناقرة والشحناء والبغضاء وصلت ذروتها، حيث وجدت النباتات والشجر تشق طريقها في الكتل الصخرية في وادي لجب رغم الخلافات الظاهرة لكنها لا تصل إلى عنف وسوء نية خلافات الجبال المحيطة بالسد فمع وفرة المياه رفض كل جبل السماح للنباتات أو الأشجر بالتواجد في محيطها رغم أهميتها لجمال الطبيعة وتوفر الظل للبشر والحيوان والطير في السماء.
من يعمل في الإصلاح يعلم تماماً أن كل شيء تبحثه ينقص إلا الكلام إذا بحثته زاد ، لذا أجلت الكلام عن أسرار وخفايا هذه الخلافات الصخرية وقد اعرض تفاصيلها لاحقا، وقد نسعى بالصلح والصلح خير قبل أن تنطبق بعضها على بعض وعندها “لن ينفع الصوت إذا فات الفوت” .