بواسطة : بقلم - علي أبو طارق
12:11 ص - 2020/11/26 - 406
بما أن هذا الزمن زمن السرعة والسباق، فالانتظار لحضور الماضي وحمله على الاكتاف سيكون سببًا في الحد من الحركة المطلوبة، والنشاط الذي لابد منه لمسايرة الركب والانتقال معهم للفضاء الرحب والميدان الذي يشبه المصارعة ومن حوله الجماهير مختلفة الألوان والأشكال والثقافات والمذاهب والديانات.
هذا مثال للواقع المعاش بما فيه من المتغيّرات المرحب بها عند قسم من الناس لعلهم الأغلب والغير مرحبًا بها عند القسم الآخر وهم الجيل الذي سبق هذه التطورات والمُتشرّب بماضي يقال عنه جيل الطيبين بعاداته وتقاليده والتي يراها أهل هذا العصر حمل ثقيل لا يساعد على السباق واللحاق بركب الجيل الساخر بمن يرون أنفسهم من زمن الطيبين.
ولكن ولابد أن ندرك ويدرك الجميع أن النظر للخلف ومحاولة جلب الماضي بكل مافيه ويصر على نقد الحاضر ويحاول الاقناع بأن الماضي أجمل فإنه يعيق مسايرة الركب والمتخلف عن الركب سيدفع الثمن ليس عن شخصه فقط بل عن الكثير ممن سوف يقتنع بأفكاره واصراره على وجهة نظره.
وإن كان في الماضي الكثير جدًا من الإيجابيات إلا أن هذه المرحلة تتطلب تجاوز الكثير من الرغبات وبعض العادات والتقاليد التي لم تعد صالحة بكل مواصفاتها لهذا الزمن.
زمن التقنيات المهولة والعلوم المتطورة ومتطلبات الجيل من الشباب والشابات والضغوطات بشتى أنواعها.
كل هذه المعطيات تحتّم على الجميع المشاركة الفعالة والاخلاص يدًا بيد رجالًا ونساءً استعدادًا للتحديات المتطورة على مدار الساعة لأن الحياة الكريمة تتطلب البذل والعطاء والعالم لا يحترم الضعفاء ولايرحم المتخلفون عن مسايرة الركب.
فالكثير من الحاقدين على هذه البلاد يغيظهم كثيرًا ما يشاهدونه من إنجازات وتطورات غير مسبوقة في مملكتنا الغالية التي يفخر بها كل مواطن شريف وكل محب لبلاد الحرمين.
هذا التطور والازدهار لم يأتي من فراغ ولكنه رسم بخطوط من ذهب من قائد هذه البلاد وساعده الأيمن حفظهما الله ذخرًا للبلاد والعباد.
ثَم بتكاتف جهود المخلصين من أبناء الوطن رجالًا ونساءً.
وقبل هذا وذاك رحمة وتوفيقًا من الله عز وجل ببلاد الحرمين الشريفين.
ودام عزك ياوطن.