بواسطة : الكاتبة فاطمه الصباح
8:36 م - 2021/04/07 - 328
جميعنا نحتاج إلى التواصل سواء كان ذلك مباشراً أم عن بعد ولكن قد يتفوق الأول عن الثاني والحاجة إليه أشد
فبالرغم من الحالة التي نعيشها في هذة الأيام في ظل جائحة كورونا والتي أجبرتنا على التباعد وفقدان ذلك الشعور الذي يستيقظ حينما تتلاقى الوجوه وتتصافح الأيدي وتعبر العيون شعوراً وتحكي أجسادنا لغة تُترجم سلوكاً وتعبير ذلك الشعور الذي قد يغيب عن الآخرين وقد لايهتم له الكثير والذي برأيي نحن نحتاجه كثيراً .
نحن البشر نحتاج إلى ذلك الشعور المهمل نحتاج إلى عقولنا تجتمعُ بنا لنجدد تلك الروابط ونشبعها بهذا الإحتياج نحن البشر نحتاجُ إلى الإلتقاء والتواصل المباشر برُفقائنا وأصحابنا وأهلينا وكل عزيز يرتبط بمحيطنا.
نحنُ بحاجةٍ إلى الشعور بالآخرين وهو مانسميه ب ( التعاطف) كيف نصل إليه وكيف نكون أكثر تعاطفاً مع الآخرين وكيف نعبر لهم عن عواطفنا.
التعبير عن العواطف ليس بالأمر البسيط او السريع فإن قررت الوصول إليه فلن يكون ذلك سهلاً وسريعاً فالشعور بالآخرين سمة عظيمة يصل إليها من يستطيع ذلك ويعمل جاهداً لتحقيق هذا الهدف .
التعاطف كلمة تدل على الإحساس والشعور بالآخرين ومشاركتهم كل شعور سواء فرحاً كان أم حزن
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى[1].
وفي الحديث إشارة عظيمة إلى التحلي بصفة التعاطف والود والتراحم بين المؤمنين .
ثم أن هناك دراسات شتى قد إلتفتت إلى هذا الموضوع ووقفت على جوانبه وقوف العطشى للإرتواء من نهرٍ جار
وبعضها أشارت إلى أننا قادرين على زيادة التعاطف من خلال التجارب والدراسات فالعقل يرتبط بشكل عميق بالتجارب الجسدية فمثلاً هذه الدراسة تقول
((انك تستطيع زيادة التعاطف لدى الناس إذا جعلتهم يلمسون ورق الصنفرة خشن الملمس فهذا الألم البسيط يزيد من وعينا بالألم بشكل عام ومن ثم تصبح أكثر احساساً بألم الآخرين )) منقول
إذاً ماهي طريقة تحفيز هذا الشعور ؟
نجد هنا أن للعقل دور مهم فقد بُرمج على المعلومات الجسديه الحقيقيه فأياً كانت تلك التجارب الجسدية فالعقل هنا سيخبرنا كيف سنتصرف كما أن الإرتباط بين العاطفة والجسد تُخبرنا عن كيفية عمل عقولنا
ولكي نقف عند ذلك النهر ونروي عطش تعاطفنا لابد أن نتناول جرعات متواصلة تصل بنا إلى الإرتواء
الجرعة الأولى / درب نفسك على أن تكون حاضراً بشعورك مع الشخص الذي تنصت إلى حديثه ولاتهمل توظيف لغة الجسد لديك ثم حاول أن تصل إلى درجة التعمق فيما يُسرد أمامك من قصص وتجارب
الجرعة الثانية /التجارب خير معين فمثلاً حاول أن تُمسك بكوب قهوة ساخن وأستشعر شعورك بالألم وحدد مستواه
الجرعة الثالثة/ إبني علاقة جيده بالآخرين وهذا يعتمد على حدسك بمن هو أمامك إن كان يستحق تلك العلاقة أم لا
الجرعة الرابعة/ الثقة وهي ليست من الأمور السهلة المنال فهي بحاجه إلى جهد ووقت طويل فبناؤها بنجاح يعني أنك نجحت في إيجاد التعاطف وإن كُسرت فهو دليل فقدان التعاطف .
نجاحك في تحقيق الهدف ( الشعور بالآخرين_التعاطف )يعني أنك وضعت حجر الأساس للبدايات وأصبحت العلاقات الشخصية قوية واستمرارها حتى وان تباعدت الأجساد.
كل ماتم ذكره عن التعاطف لن يحدث في غياب التواصل المُباشر واللقاءات المُباشره لإن ذلك يرتبط وثيقاً بالعقل اللاوعي حيثُ يتولى التركيز والإنتباه لتعزيز ( التعاطف )
في النهاية
هناك العديد من الإختبارات التي تُساعدك على أن تتعرف على مستوى تعاطفك مع الآخرين فإن كنت شغوفاً ومهتماً فلا تتردد في الوصول إلى هذه الاختبارات عبر شبكات التواصل الإجتماعي وتحقيق ذلك الشعور
جرعة تفاؤل
(( أنت لديك قوة الإختيار ))
فاطمة الصباح
fatemah_ sab@